samedi 12 mai 2012

الاعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم--وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ – سورة الطارق،


الاعجاز العلمي في تفسير الصدع في الآية 12 من سورة الطارق { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ }
اقسم تعالى بالأرض في سورة الطارق فقال
فما القصد بـ الأرض ذات الصدع … وان كان هناك صدع واحد، فأين هو؟ وما الذي يجعل هذا الصدع يستحق هذا القسم الغليظ؟ وكم طوله؟ فاذا كان طوله عدة كيلومترات فهو لا يستحق مثل هذا القسم اما اذا نظرنا الى الكرة الأرضية ككل واستطعنا تحديد صدع يضع علامة فارقة عليها ويجعلها تتميز بهذه الصفة فهو يستحق مثل هذا القسم. وتعريف الصدع  في اللغة العربية هو:
صدع (لسان العرب)   الصَّدْعُ: الشَّقُّ في الشيءِ الصُّلْبِ كالزُّجاجةِ والحائِطِ وغيرهما، وجمعه صُدُوعٌ؛ … وقيل: صَدّعه شقّه ولم يفترق.
صدع (الصّحّاح في اللغة) الصَدْعُ: الشقُّ. يقال: صَدَعْتُهُ فانْصَدَعَ هو، أي انشقَّ.
وحسب تعريف لسان العرب، فان هذا الصدع عليه أن يشق الكرة الأرضية دون أن يفرّقها.
صدع الأطلسيفي عام 1950، تم اكتشاف صدع في قعر المحيط الأطلسي في منتصف المسافة بين افريقيا واوروبا من جهة والقارّات الأمريكية من جهة اخرى طوله ستة عشر ألف كيلو متر يمتد من آيسلاندا في شمال الكرة الأرضية وحتي جنوب الأطلسي على عمق سبعة آلاف وسبعمائة متر مع اختلاف غريب في قياس الأعماق حيث تبين أن المنطقة عبارة عن سلسلة جبلية نشطة زلزالياً وأن هذا الصدع هو جزء من صدع واحد يمتد الى المحيط الهاديء يبلغ مجمل طوله اربعون الف كيلومتر يمتد في قعر المحيطات.
قبل ما يزيد عن 1430 سنة، أقسم تعالى بشيء لم يعرفه انسان في ذلك الوقت من حيث موقعه أو ضخامة حجمه، ولكنه قسم يتماشى مع عظمة القرآن ومحتواه …  { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } *
الفيديو التالي يصوّر الصدع في قعر المحيط الأطلسي وامتداده.
هذه تذكرة لنا بأن كلّ نفس عليها حَفَظَة من الملائكة يَحفَظون أعمالنا التي تُسلّم الينا يوم القيامة على شكل كِتاب إِما بيميننا أو من وراء ظهرنا.  وقد اقتُرِن الإيمان بالعمل الصالح في القرآن الكريم ما يقارب الـ 58 مرّة والفوز يتطلّب كلاهما.

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا

 

وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا – سورة فصلت، الاعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم

Hubble Composite of Comet Shoemaker-Levy and Jupiter
المذنب شوماخر ليفي قبل ارتطامه بكوكب المشتري
الإعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم  – وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا
في شهر أيار عام من 1994، اقترب مذنب شوماكر ليفي من كوكب المشتري وانشطر الى 21 قطعة كما هو مبين في الصورة المجاورة  بلغ حجم أكبرها 2 كم قبل أن تصطدم جميعها بكوكب المشتري في تموز من نفس العام. ولو أن هذا المذنب اصطدم بكوكب الأرض، لأحدث دماراً شاملاً مثل ذلك الذي ادّى “كما يعتقد” الى فناء الديناصورات قبل 80 مليون سنة.
كوكب المشتري هو أكبر كواكب المجموعة الشمسية وتبلغ كتلته 318 ضعف كتلة كوكب الأرض. ولولا وجود كواكب المجموعة الشمسية لزادت احتمالية اصطدام هذا المذنب وغيره بكوكب الأرض. أي أن كوكب المشتري حفظ الكرة الأرضية من الدمار.
عندما فصّل لنا سبحانه وتعالى كيفية خلق “السموات والأرض” (كوكب الأرض وما حوله من سبع طبقات تحميه من الأشعة الكونية وتوفر له مؤهلات الحياة) في سورة فصّلت آية 12، اضاف جل جلاله بأنه زيّن السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً
وقد ورد هذا السياق في 3 أماكن مختلفة في القرآن الكريم:
 الصافات 6: إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ، وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ
فصلت 12: وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا
الملك 5: وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ
بمقارنة سريعة، نستطيع أن نستدل بأن:
1-  المصابيح هي الكواكب
2-  أن هذه الكواكب وجدت لتحفظ الكرة الأرضية بالاضافة لكونها زينة
3-  أن السماء الدنيا تحتوي على الكواكب -  النظام الشمسي
والشَّيْطانُ: م، كلُّ عاتٍ مُتَمَرِّدٍ من إنْسٍ أَو جِنٍّ أَو دابَّةٍ . – … وقد يكون مذنباً، لاحظ أن مدار المذنب عامودي مع مدارات الكواكب (متمرد)
لم تكن هذه هي الحادثة الوحيدة للتصادم مع كوكب المشتري، فقد تكررت في عام 2009
قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٥٣﴾ – فصّلت

كيف ستكون الحياة بلا قمر؟ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ – الإعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم

كيف ستكون الحياة بلا قمر؟ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ – الإعجاز العلمي في القرأن الكريم
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم – وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ
ذُكر القمر في القرآن الكريم 27 مرة منها 7 مرات حول موضوع تسخير الشمس والقمر. والمعنى في كتب التفسير حول تسخير الشمس والقمر هو “{ وسَخَّرَ الشَّمْسَ والقَمَرَ } يقول: وأجرى الشمس والقمر فـي السماء، فسخرهما فـيها (السماء) لـمصالـح خـلقه، وذللهما لـمنافعهم“، أي أن الشمس والقمر ذُللت لمنافع ومصالح خلق الله، ولكن كيف؟
فوائد الشمس واضحة وجليّة، فالحياة غير ممكنة بدونها إذ ستصبح الأرض كتلة متجمدة لا حياة فيها خاصةً وأنه لن يوجد نهار، فقط ظلام دامس ودائم، فهو مطلوب من الشمس أن تمدنا بالطاقة والضوء لتنعم الكرة الأرضية بالدفء والمناخ الملائم للحياة بالإضافة الى نورها الذي اذا اقتُرن مع دوران الأرض حول نفسها يعطينا آية الليل والنهار. ولكن كيف سيكون الحال اذا كانت هناك شمس ولكن بلا قمر؟
لو كان محور دوران الأرض حول نفسها عامودياً (90 درجة)، لما وجدت الفصول ولكان طول النهار 12 ساعة مثل طول الليل ولتجمعت الثلوج في أقطاب الكرة الأرضية وأدت الى انخفاض مستوى البحار والمحيطات، أمّا مناطق خط الاستواء، فقدتصبح صحراء ملتهبة. تدور الأرض حول محورها بانحراف مقدارة 23.5 درجة عن محور دورانها حول الشمس وهذا ما يؤدي الى ظاهرة الفصول الأربعة وتنوع الحياة كما نعرفها كما ويعتقد العلماء بأن القمر هو أحد مسببات ميلان محور دوران الأرض
قوة الجذب بين الأرض والقمريُعتبر القمر من الحالات الخاصة في المجموعة الشمسية حيث يبلغ قطر القمر رُبع قطر الأرض، ولو قارنّا باقي كواكب المجموعة الشمسية مع أقمارها لما وجدنا أي منها يصل الى هذه النسبة، ولهذا السبب تعتبر قوة الجاذبية بين الأرض والقمر قوية لدرجة أن وجه القمر ثابت باتجاه الأرض ولا نراه يدور حول نفسه وقوة الجذب هذه هي المسؤولة عن ظاهرة المد والجزر في البحار. يقوم القمر بعمل دور المثبِّت لدوران الأرض ويمنعها من الإنحراف والتمايل حيث أن وجود قمر بهذا الحجم والكتلة يمنع محور الأرض من التأرجح مثل “الـبلبل” الذي يلعب به اطفالنا والذي قد يتأرجح ليصل الى 90 درجة، مما يعني أن احد اقطاب الأرض سيصبح استوائياً بينما يصبح خط الاستواء ثلجياً. من مؤثرات القمر على الأرض هو أن العلماء قدروا أن القمر خلال مليارات السنين من دورانه حول الأرض خَفّض من سرعة دوران الأرض حول نفسها الى النصف مما أدى الى اعتدال سرعة الرياح التي كان من الممكن أن يصل معدّلها الى ما بين 100 الى 200 كيلومتر في الساعة مما يجعل العوامل البيئية صعبة على الكائنات الحية.
ويظهر الفيلم التالي تسلسل لصور التقطتها مركبة ايبوكسي للقمر وهو يمر من امام الأرض، لاحظ اتجاة دوران الأرض حول نفسها واتجاه دوران القمر
يقول بعض العلماء أن الأرض تمت هندستها بدقة لكي تنعم بالبيئة المناسبة للحياة، فمعظم الأنظمة الشمسية التي يتم اكتشافها تتكون من نجمين Binary Star System مما يعني أن ظاهرة الليل والنهار قد تكون مستحيلة كما أن الحرارة لن تكون مستقرة على أي كوكب يدور حول احدى هذه النجوم، أما في مجموعتنا الشمسية، فإذا كانت الأرض أقرب الى الشمس لأصبح الجو غير ملائم للحياة وإذا كانت سرعة دوران الأرض حول نفسها ضعف سرعتها الحالية لكانت هناك عواصف عاتية ولكان النهار والليل قصيرين ليساهما في عملية النمو والراحة ولولا انحراف محور دوران الأرض حول نفسها لما كانت هناك فصول أربعة ولولا … وهنا يأتي قوله تعالى { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلْفُلْكِ ٱلَّتِي تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلْمُسَخَّرِ بَيْنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
رغم صغر حجم الأرض مقارنة بالشمس ومجرة درب التبانه التي تتكون من 200 مليار نجمة مثل شمسنا والمجرات في السماء والتي يتوقع أن يزيد عددها عن 200 مليار مجرة، إلا أن الله تعالى إفتخر وأعتز بخلق السموات وألارض ووصف نفسه بـ بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ . فعلى الرغم من أن السماء مليئة بالأشعة الكونية المُدمِرة للحياة و الحرارة العالية جداً أو الباردة جدا والاصطدامات العنيفة وانفجارات النجوم في كل مكانً، خلق الله هذه البيئة المناسبة “ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ” لكي تزخر بالحياة، وأكد تعالى بأنه قادر على أن يخلق مثلهما عندما قال  أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ  { إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } * { فَسُبْحَانَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
التسجيل التالي يوضح مدى اهمية القمر لثبات دوران الأرض وأهميته لوجودنا حيث أن اشكال الحياة المتقدمة قد تكون شبه مستحيلة في كوكب لا ينعم بالاستقرار المناخي، حقائق أكّدها القرآن الكريم قبل ما يزيد عن 1400 سنة.


الإعجاز العلمي في القرآن الكريم { فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ }


كيف استطاع أن يرى الوردة؟ فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ – سورة الرحمن، الاعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم

تفسير فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ – الرحمن 37 – الاعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم
{ فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَٱلدِّهَانِ } – الرحمن 37
مع تطوّر التكنولوجيا في القرن العشرين، أصبح العلماء قادرون على رؤية السماء وما تحتويه من نجوم بشكل أوضح من خلال التلسكوبات الأرضية والتلسكوبات الفضائية وتبيّن لهم أن النجوم تدخل في اطوار مختلفة حيث يولد الجيل الثالث من النجوم من مخلفات انفجارات عنيفة لنجوم عملاقة سابقة، والتي بدورها تضيء وتسطع الى فترة معينة (أجل) ثم يحدث انهيار بالنجم يتبعه انفجار هائل يموت فيه النجم وبعنف شديد … مثل سابقته وكما هو مبين ادناه.

الصورة التالية هي لنجمة انتهى عمرها … تشبه الوردة … كأنها مرسومة بفرشاة دهان وصفها الموقع الخاص بوكالة الفضاء الامريكية بأنها تمثل اللحظات الأخيرة والمُقتَضبة  … ولكن مجيدة لنجمة شبيهة بشمسنا!
انشقاق السماء
ووصفها خالقها قبل 1430 سنة من خلال ما أوحى الى رسوله  الأمين:
سورة الرحمن - 37 سورة الرحمن 37
ومعنى الانشقاق في القرآن الكريم هو:
 
ثم تبعها تعالى  بالآيات التالية { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * فهل هذا يعني اننا لن نُسأل عن ذنوبنا بعد اليوم؟ أم ان هناك معنى آخر، سؤال حيرني لمدة عشر سنين حيث أن ساعتنا لم تأت بعد، حتى ربطته بالآيات التالية في سورة الإنشقاق{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } * { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ }
من الواضح أن ما ورد في سورة الرحمن هو مثال أو تعريف للحدث وهو “انشقاق السماء” حيث تُبيّن لنا الآية أنه في حال إنفجار أي نجم فانه يُحدث إنشقاق في السماء في منطقة النجم، وفي حالة هذه الصورة، وكما يقول الموقِع الخاص بوكالة الفضاء الأمريكية، فان هذا النجم له مواصفات تشابة مواصفات شمسنا من حيث الحجم وقد تكون نهاية شمسنا شبيهة. امّا ما ورد في سورة الإنشقاق فهو الفعل الذي يخصُّنا “الساعة” .
اذا افترضنا أن ترتيب الأحداث هو نفس ترتيب السور في القرآن الكريم وهو التكوير – 81، الانفطار – 82 والذي يتطابق مع الحديث النبوي النالي، فإن ترتيب الأحداث سيكون كالتالي:
ففي سورة التكوير: ورد في سورة التكوير { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ }
فمعنى التكوير: الشَّمْسُ كَوِّرَتْ أزيل ضياؤهَا أو لُفَّتْ وطُويَتْ  بينما معنى الكدر: الكَدَرُ: نقيض الصفاء، والكُدْرَةُ من الأَلوان: ما نَحا نَحوَ السواد والغُبْرَةِ، قال بعضهم: الكُدْرة في اللون خاصةً، والكُدُورة في الماء والعيش، والكَدَرُ في كلٍّ.  ومعنى العشار عطِّلت: النّوقُ الحواملُ اهْمِلَتْ بلا رَاعٍ.
يبدو أن أول ما سيحدث في مرحلة التكوير هو عاصفة شمسية قوية مع بعض الدخان تمرّ منها الأرض بسلام ومن ثم يحدث انهيار في الشمس (Collapse تُخسف) مما يؤدي الى ذهاب ضوءها. وبسبب الدخان الناتج سايقاً، وعلى الرغم من ذهاب ضوء الشمس، فستصبح النجوم صعبة الرؤية “تنكدر”. سيكون هناك أثر جانبي لتكوّر الشمس وهو خلل في قوى الجاذبية بين الشمس والأرض مما يؤدي الى تحرّك وتباعد الصفائح التكتونية في القشرة الأرضية “القطع المتجاورة“، وتحدث زلازل عنيفة { إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا } * { وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا } * { وَقَالَ ٱلإِنسَانُ مَا لَهَا } *فتخرج الحمم البركانبة الثقيلة من باطن الأرض ويستغرب الإنسان عن الذي يحدث للأرض “ما لها؟”، وحيث أن معظم السلاسل الجبلية تقع على اطراف الصفائح التكتونية، فإن حركة الصفائح ستجعل الجبال تتحرك بالنسبة الى ناظرها من القطعة المجاورة { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ }. هذا ما تؤكده سورة الحج حيث تُستَهل بـ { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } * { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } حيث تحدث حركات عنيفة في قشرة الأرض وتميد الأرض بالناس مما يجعل الناس يبدون وكأنهم سكارى وما هم بسكارى. هذا ما يفسره الحديث النبوي في تفسير الآيات على الرابط التالي. انهيار الشمس هو النفخة الأولى في الصور وهي الراجفة. حتى هذه اللحظة، مازالت هناك حياة على كوكب الأرض ولكن في حالة هول.
أمّا الإنفطار: فطَرَ الشيءَ يَفْطُرُه فَطْراً فانْفَطَر. أي شقه، فهو الحدث التالي وهو إنشقاق السماء بسبب انفجار شمسنا حيث أن الانهيار سيؤدي الى تجمع ذرات الهايدروجين المتبقية ورفع حرارة وسط الشمس مما يُحدث الانفجار Nova، حيث تَقذِف الشمس بقِشرتها الخارجية والذي يصفه تعالى في سورة الانفطار{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ }، حدث هائل بكافّة المقاييس بحيث يجعل الكواكب تتناثر وتخرج عن مداراتها والبحار تتفجر عندما تسقط قطع من قشرة الشمس الهائلة الحرارة فيها والتي ستتسبب في تبخر فوري للماء على شكل انفجارات. سيحدث انفجار الشمس بسرعة البرق كما ورد في سورة القيامة{ فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ } * { وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ } * { وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } . نتائج هذا الانفجار على كوكب الأرض ستكون وخيمة كما ورد في سورة طه{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } * { فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً } * { لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً } ، فالإنفجار سـيدَع أماكن الجبال من الأرض قاعاً: يعنـي: أرضا ملساء، صفصفـاً: يعنـي مستوياً لا نبـات فـيه، ولا نشز، ولا ارتفـاع. وهكذا تنتهي الحياة – كما نعرفها – على كوكب الأرض. وهذه هي النفخة الثانية وهي الرادفة في قوله تعالى في سورة النازعات:  { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } * { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ }.
وهنا يُنفخ في الصور للمرّة الثالثة – وتكون القارعة، حيث يُحيي الله العظام وهي رميم وتزوج النفوس تمهيداً للحساب:
{ ٱلْقَارِعَةُ } * { مَا ٱلْقَارِعَةُ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ } * { يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } * { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ } * { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } * { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } * { فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ } * { نَارٌ حَامِيَةٌ }
فصّل لنا تعالى قبل ما يزيد عن 1400 سنة حَدث الساعة وتسلسل أحداثِه وأهواله بوصف دقيق بدأ علماء الفلك استنتاجه من خلال المراقبة والملاحظة على أنّه نهاية حتمية للنجوم ومنها شمسنا.
{ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } * { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } التكوير – 17
أمّا موعدها فلا يعلمه إلاّ الله ولسبب مهم كا ورد في سورة طه – آية 15 { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ }
بقلم: حسين أحمد كتّاب